اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 145
ولمّا سمع ابن الأشعث رجز مسلم الذي
أقسم فيه على أن يموت ميتة الأحرار والأشراف انبرى إليه ليخدعه قائلاً :
« إنّك لا تكذب ، ولا تخدع ، إن القوم
بنو عمّك وليسوا بقاتليك ، ولا ضاريّك .. ».
فلم يحفل مسلم بأكاذيب ابن الأشعث ، وراح
يقاتلهم أعنف القتال وأشدّه ، ففرّوا منهزمين من بين يديه ، وهو يحصد رؤوسهم ، وجعلوا
يرمونه بالحجارة ، فأنكر عليهم مسلم ذلك وصاح بهم :
« ويلكم ما لكم ترمونني بالحجارة ، كما
تُرمى الكفار ، وأنا من أهل بيت الأبرار ، ويلكم أما ترعون حقّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وذريته .. ».
إنّ هؤلاء الأجلاف قد فقدوا جميع القيم
والأعراف ، فلم يرعوا أيّة حرمة لرسول الله صلىاللهعليهوآله
الذي حرّرهم من حياة التيه في الصحراء وأقام لهم حضارة لم تعهدها الأمم والشعوب ، فكان
جزاؤه منهم أن عدوا على أبنائه وذريته فأوسعوهم قتلاً وتنكيلاً.
وعلى أي حال فان جيوش ابن زياد لم تستطع
مقاومة البطل العظيم وبان عليهم الانكسار ، وضاق بابن الأشعث أمره ، فدنا من مسلم
ورفع عقيرته قائلاً :
« يا بن عقيل لا تقتل نفسك ، أنت آمن ، ودمك
في عنقي .. ».
ولم يعن مسلم بأمان ابن الأشعث لعلمه
أنّه من أسرة خبيثة لا تعرف أي معنى من معاني النبل والوفاء ، فردّ عليه قائلاً :
« يا بن الأشعث لا أعطي بيدي أبداً ، وأنا
أقدر على القتال ، والله لا كان ذلك أبداً .. ».
وحمل عليه مسلم ففرّ الجبان منهزماً
يلهث كالكلب ، وأخذ العطش
اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 145