اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 126
رفض الامام الحسين لبيعة يزيد :
وأعلن الإمام الحسين عليهالسلام رسمياً رفضه الكامل لبيعة يزيد ، وذلك
حينما استدعاه حاكم المدينة الوليد بن عقبة في غلس الليل ، وقد فهم الإمام ما أراد
منه ، فاستدعى عضده وأخاه أبا الفضل العبّاس وسائر الفتية من أهل بيته ليقوموا
بحمايته ، وأمرهم بالجلوس في خارج الدار فاذا سمعوا صوته قد علا فعليهم أن يقتحموا
الدار لانقاذه ، ودخل الامام على الوليد فاستقبله بحفاوة وتكريم ، ثم نعى إليه
هلاك معاوية ، وما أمره به يزيد من أخذ البيعة من أهل المدينة عامة ومن الحسين
خاصة ، فاستمهله الإمام حتى الصبح ، ليجتمع الناس ، وقد أراد أن يعلن أمامهم رفضه
الكامل لبيعة يزيد ، ويدعوهم إلى التمرّد على حكومته ، وكان مروان بن الحكم الذي
هو من رؤوس المنافقين ، ومن أعمدة الباطل حاضراً ، فاندفع لاشعال نار الفتنة ، فصاح
بالوليد :
« لئن فارقك الساعة ، ولم يبايع لا قدرت
منه على مثلها أبداً حتى تكثر القتلى بينكم وبينه ، أحبسه فان بايع ، وإلاّ ضربت
عنقه .. ».
ووثب أبي الضيم في وجه مروان ، فقال
محتقراً له :
« يا بن الزرقاء أأنت تقتلني أم هو ؟ ، كذبت
والله ولؤمت .. ».
ثم التفت أبو الأحرار إلى الوليد فأخبره
عن عزمه ، وتصميمه في رفضه لبيعة يزيد قائلاً :
« أيّها الأمير ، إنّا أهل بيت النبوة ، ومعدن
الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومحلّ الرحمة ، بنا فتح الله ، وبنا ختم ، ويزيد رجل
فاسق ، شارب الخمر ، قاتل النفس المحرّمة ، معلن بالفسق ، ومثلي لا يبايع
اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 126