اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 104
والكوارث ، وألقاهم في
شرّ عظيم ، وسوف نتحدّث عن ذلك في البحوث الآتية.
وبعدما انتهى الإمام أبو محمد من الصلح
غادر الكوفة التي غدرت به وبأبيه لتستقبل جور معاوية وظلمه ، وكان معه أهل بيته
واخوته ، ومن بينهم أخوه وعضده أبو الفضل العبّاس ، وأخذوا يجدون السير لا يلوون
على شيء حتى انتهوا إلى يثرب ، وقد استقبلتهم بحفاوة بالغة البقيّة الباقية من
الصحابة وأبنائهم ، واستقرّ الإمام في يثرب ، وقد التف حوله الفقهاء والعلماء فأخذ
يغذّيهم بعلومه ومعارفه ، ويغدق على البؤساء والمحرومين من فيض جوده وكرمه ، وقد
استعادت يثرب بوجوده ما فقدته من القيادة الروحية للمسلمين حينما غادرها وصيّ رسول
الله صلىاللهعليهوآله وباب مدينة
علمه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
وعلى أيّ حال فقد شاهد أبو الفضل
العبّاس عليهالسلام ما جرى على
أخيه الزكيّ أبي محمد عليهالسلام
من المحن الشاقة والعسيرة ، ورأى غدر أهل الكوفة ، وخيانتهم له ، ونكثهم لبيعتهم
له ، وقد عرفته هذه الأوضاع السياسية والاجتماعيه حقيقة المجتمع ، وان الغالبية
الساحقة منه ينسابون وراء مصالحهم وليس للقيم الدينية أي أثر في نفوسهم ، وبهذا
نطوي الحديث عن بعض الأحدث المروعة التي شاهدها أبو الفضل العبّاس عليهالسلام.
* * *
اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 104