اسم الکتاب : السيدة سكينة ابنة الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين عليه السلام المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق الجزء : 1 صفحة : 97
إياك ومشاورة النساء فان رأيهن الى أفن
وعزمهن الى وهن واكفف عليهن من أبصارهن بحجابك إياهن فان شدة الحجاب أبقى عليهن
وليس خروجهن بأشد من ادخالك من لا يوثق به عليهن وان أستطعت ان لا يعرفن غيرك
فافعل ولا تمكن المرأة ما جاوز نفسها فان المرأة ريحانة وليست بقهرمانة [١].
فان التأمل في أطراف كلامه ( ع ) يوقفنا
على الحكم بالزام المرأة بيتها وأسدال الستر عليها لأنه احفظ في الصون وامنع من
طروق ما لا يحل بساحتها مما يقبحه العقل والعرف والدين والغيرة.
وزاد ( ع ) في أمرها أن أمر بكف ابصارهن
عن النظر الى الغير وان لا تخرج من بيتها ولا يدخل عليها الرجال لما فيه مظنة
الوقوع في الهلكة وارتكاب الفتنة كما وقعت فيها امرأة العزيز ونسوة مصر اللائي
قطعن أيديهن حين شاهدن جمال الصديق يوسف ( ع ) .
واندية أهل البيت تلهج بقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لأم سلمة وزينب حين دخل ابن أم مكتوم
فلم يحتجبن عنه واعتذرن بأنه أعمى : ( أفعمياوتان أنتما ) [٢].
وهذا من المرتكزات في نفوس ذوي الغيرة
والشهامة من غير هذا البيت فكيف بأهله.
يقول أسحاق بن احمد بن نهيك : شاهدت
رجلاً في طريق مكة وعديله جارية في المحمل وقد عصب عينيها وكشف الغطاء عن وجهها
ولما قيل له في ذلك كان جوابه : ( إنما أخاف عليها عينها لا
[١] نهج البلاغة ج ٢
ص ٥٨ المطبعة الرحمانية في مصر من وصيته الطويلة لولده.