responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي    الجزء : 1  صفحة : 97

(١٣)

بيعة أبي بكر ومرجعية الصحابة

وخرج الجمع المبايع من السقيفة ـ وهم في طريقهم الى المسجد النبوي ـ يهتفون لأبي بكر ، لا يمرّون على أحد إلا أخذوا بيده وأمرّوها بيد أبي بكر ، وكان المستجيبون لذلك قلة ، وكان الممتنعون قلّة أيضا ، ومن أبى تناوله عمر بالدّرة ، أو قرّعه أبو عبيدة بالتعنيف ، أو زجره هذا وذاك بالنصيحة ، وكانت الأغلبية العظمى على الحياد بين رهبة ورغبة ، أو سخط ورضا ، وكان الإنكار الصامت حيناً ، والتأييد الصامت حيناً آخر ، وهكذا كان الناس بعد السقيفة بقليل بين مؤيّد ومفند ومحايد ، مؤيّد يهّلل ويكبّر ، ومفنّد ينكر ويستنكر ، ومحايد بين بين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، وعامة الناس غيات دون حضور ، أو حضور كالغيّاب.

وكانت طبيعة هذا المناخ أن تفرز مضاعفات عديدة في الأفق السياسي ، فليس الدرب معبداً بالورود كما يقال ، ولا الصفقة هينة لينة ، فهناك بعض الأنصار يهتفون : لا نبايع إلا علياً ، وهناك بعض المهاجرين يمتنعون عن البيعة ، وهناك العباس عم النبي يرشح علياً ، وأبو سفيان يريدها في بني عبد مناف مكيدة أو حمية ، وعليٌّ في نفر من المهاجرين والأنصار لا يبايع ، وهو بعد في شغل عن ذلك بتجهيز الرسول الأغظم ؛ وماذا عسى أن يكون موقفه إذا فرغ من ذلك.

هذه عقبات في الطريق ، وأشواك في مسيرة البيعة المرتجلة ؛ وهي

اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست