اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 54
أرنيه ، فأراه إياه
فمحاه بيده ، وقال أنا والله رسول الله ، وإن كذبتموني. وكان الكتاب : « إصطلحا
على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس ، ويكفّ بعضهم عن بعض .. ».
وهكذا عاد صلح الحديبية موثقا جديدا ،
تأمن به قريش الى حين ، ويعمل فيه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
على إقرار دينه ونشر دعوته ، ولكن اليهود أعداءه هؤلاء لم يفرغ منهم بعد ، وإن فرغ
من بني النضير وبني قينقاع وقريظة، فأمامه يهود خيبر الذي لم يرتبطوا بعهد؛ إذن
فهو يعزوهم داعيا الى الإسلام ، فإن قبلوه والا قبلوا الجزية ، وإلا فهي الحرب ،
وقد كانت ، بعد حصار بضع عشرة ليلة ، فبعث رسول الله أبا بكر ليفتتح من خيبر حصن
ناعم ، فلم يستطع أن يفعل شيئا ، ثم بعث عمر بن الخطاب فناوشهم القتال وعاد
منهزما.
وظل الحصن شامخا ، وغضب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : لأعطين الراية غدا رجلا يحب
الله ورسوله يفتح الله علي يديه كرّار غير فرّار ، فدعا عليا وأعطاه الراية ، وهو
يشتكي رمد عينيه ، فمسحهما بيده ، أو بلهما بريقه ؛ فبرأتأ ، فقال علي : يا رسول
الله علام أقاتلهم؟ فقال : على أن يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأني رسول الله ؛
فإذا فعلوا ذلك فقد حقنوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله.
وتقدم علي عليهالسلام
الى الحصن يهروّل هرولة ، يستعجل الفتح ويستنزل النصر ، وإذا دونه « مرحب » فارس
اليهود يرتجز.
قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرّب
فاختلف هو وعلي بضربتين ، فلم تصنع ضربته
شيئا ، وضربه علي على رأسه حتى عضّ السيف بأسنانه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته
وسقط قتيلا ، وانهزم اليهود ، فكان الفتح ، وهجم علي فاقتلع باب
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 54