اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 328
وحكمه العدل ، لم
تتهيأ بهما له الفكاهة ، ولكنها الاعتداءات التي لا تستند إلى المنطق ، فتسحق
الضمير والنزاهة والعفاف. وأنى تستقيم هذه الدعوى ، ولا بينة عليها ولا شواهد في
قول ولا عمل ، وهو القائل في نصيحته لولده الإمام الحسن :
« وإياك أن تذكر في الكلام ما كان
مضحكاً ، وإن حكيت ذلك عن غيرك ».
وليتهم وصفوة في جديته وصرامته وخشونته
لوجدوا إلى ذلك سبيلاً ، ولكنهم ألصقوا به ما هو بعيد عنه بعد السماء عن الأرض ،
اللهم إلا صفاء المؤمن ، وسلامة الورع التقي ، ومرونة العارف بعواقب الأمور ، فلا
تبطره الدولة ، ولا تطغيه السلطة ، وإنما هو رجل من الناس لا يتعالى ولا يتطاول ،
قد خفض جناحه للمسلمين ، وألان أكتافه لعامة الناس في دعة وتواضع ، في رقة من لهجة
، وبسمة من ثغر ، وطلاقة من محيا.
وهذا كله شيء ، والدعابة المدعاة شيء
آخر.
وظاهرة أخرى ؛ فمتى بسم الدهر لعلي عليهالسلام حتى يستخّفه الأنس مع الحاضرين ، ومتى
سالمه حتى يجد السبيل إلى البطالة والفراغ ، ومتى سايره حتى يساير هذا النمط من
العاطلين ؛ وإنما هي المحن والفتن التي واجهها بالصبر والجلد والثبات ، مشمّراً عن
ساعد الجهاد ، وداعياً إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة شأنه في ذلك شأن
الشهداء والصالحين والصديقين ، وحسن أولئك رفيقاً.
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 328