اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 274
(٧)
عليٌّ يتخذ الكوفة عاصمة ... ويقدّم طلائعه إلى
صفّين
دخل أمير المؤمنين الكوفة في اليوم
الثاني عشر من رجب سنة ست وثلاثين من الهجرة ، وكان قد انتهى من حرب الناكثين ،
فما عليه الآن ، وقد أمن شرق الدولة الإسلامية في البصرة ، إلا أن يأمن غرب الدولة
الإسلامية في الشام ، وجعل يعدّ العدّة لحرب القاسطين ، وأشرف على إعداد الجيش
بنفسه ، وانتدب لذلك خُلّصَ أصحابه ، فكانت الدعوة قائمة على أشدّها أهبة وتسليحاً
ومتابعةً.
وكان الكوفيون ثلاثة فرقاء ، فالفريق
الأول هو الذي ناصره في حرب الجمل ، والفريق الثاني هو الذي تخلف عنه فيها ممن كان
يأمل نصرهم وينتظر مؤازرتهم ، ولكنهم كانوا دون مستوى المسؤولية. والفريق الثالث
هو الذي رابط في الكوفة دون نصره في البصرة ، ودون خذلانه في الكوفة.
وكان الفريق الأول يحدب على استمرارية
الإنتصار ، ويعمل على استدامة الظفر. وكان الفريق الثاني يخشى اللوم والتعنيف ـ
كما حدث ـ وفيه بعض الرؤساء ومشايخ القبائل ، فاستحب أن يكفّر عما مضى إسترضاءً
للإمام فهو يدعو للحرب. وكان الفريق الثالث من السواد الأعظم منتظراً لأوامر
الإمام ، وطوع إرادته ، وقد حلّ في ظهرانيهم ، بغية أن يتدارك ما فاته ، ولئلا
يحسب على الخوالف.
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 274