اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 257
ويتذكرون قول الرسول
لبعض نسائه في هذا الشأن فلا ينكر ذلك منكر ، ويغمضون على الأمر ، وهم يشاهدون
مصاديق قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
وكذب شهادة الزور.
وتسير الأحداث سيراً متلاحقاً ، فيصل
الجيش المتمرد أطراف البصرة ، ويصل علي عليهالسلام
وجيشه الطرف الآخر ، وكان الإمام قد أرسل إليهم القعقاع بن عمرو سفيراً ومستطلعاً
، يستقرىء له خبرهم ، ويعلم علمهم ، ويسألهم عما يريدون.
واستأذن القعقاع على عائشة ، وسألها عما
أقدمها إلى البصرة؟ قالت : إصلاح بين الناس. فسألها أن تدعو له طلحة والزبير
ليناظرهما وهي شاهدة ، فأستجابت وأرسلت إليهما فحضرا ، قال لهما القعقاع :
إني سألت أم المؤمنين عما أقدمها ،
فقالت : إصلاح بين الناس ، أفأنتما متابعان لها أم مخالفان عنها؟ قالا : متابعان :
فقال القعقاع : فأنبآني عن هذا الإصلاح الذي تريدون ، فإن كان خيراً وافقناكم عليه
، وإن كان شراً إجتنبناه ، قالا : قتل عثمان مظلوماً ، ولا يستقيم الأمر إذا لم
يقم الحد على قاتليه. قال القعقاع فإنكم : قد قتلتم من قتلة عثمان ستمائة رجل في
البصرة إلا رجلاً واحداً هو حرقوص بن زهير ، غضب له قومه فخالفوا عنكم ، وغضب لمن
قُتل قومهم ، فتفرقت عنكم مضر وربيعة ، وفسد الأمر بينكم وبين كثير من الناس ، ولو
مضيتم في الأمصار تفعلون فيها مثل ما فعلتم في البصرة يفسد الأمر فساداً لاصلاح
بعده.
قالت عائشة : فأنت تقول ماذا؟ قال
القعقاع : أقول إن هذا أمر دواؤه التسكين واجتماع الشمل حتى إذا صلح الأمر ، وهدأت
النائرة ، وأمن الناس ، واطمأن بعضهم إلى بعض إلى بعض نظرنا في أمر الذين أحدثوا
هذه
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 257