اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 254
قال ابن رفاعة : فإن لم يتركونا ؛ قال
الإمام : امتنعنا منهم.
واستمع الحديث ابن غزية الأنصاري فهب
قائلاً :
« والله لأرضينك بالفعل كما أرضيتني
بالقول ، ولأنصرن الله كما سمانا أنصاراً ».
وانتهت المحاورة بانتصار الإمام ، وسار
جيشه يُرتَجز أمامه :
سِيروا أبابَيلَ ، وحثوا السَيرا
إذ عزمَ السيرُ وقُولُوا خَيرا
وقد أوضح علي عليهالسلام نية أصحاب الجمل كما أوضح نيته ، وأبان
فيهم ما استتر على الناس من علم تلقّاه من الصادق الأمين ، فقد خطب وقال :
« أيها الناس إن عائشة سارت إلى البصرة
، ومعها طلحة والزبير ، وكل منهما يرى الأمر له دون صاحبه ، أما طلحة فابن عمها ،
وأما الزبير فختنها ، والله لو ظفروا بما أرادوا ـ ولن ينالوا ذلك أبداً ـ ليضربن
أحدهم عنق صاحبه بعد تنازع شديد ، والله إن راكبة الجمل الأحمر ، ما تقطع عقبة ولا
تحل عقدة إلا بمعصية الله وسخطه ، حتى تورد نفسها ومن معها موارد الهلكة ، أي
والله ليقتلن ثلثهم ، وليهربن ثلثهم ، وليتوبن ثلثهم ، وإنها التي تنبحها كلاب
الحوأب ، وإنهما ليعلمان أنهما مخطئان ، ورب عالم قتله جهله ، ومعه علمه لا ينفعه
، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، فقد قامت الفتنة فيها الفئة الباغية ، أين المحتسبون؟
أين المؤمنون؟ ما لي ولقريش؟ أما والله لقد قتلتهم كافرين ، ولأقتلنهم مفتونين!
وما لنا إلى عائشة من ذنب إلا أنا أدخلناها في حيّزنا ، والله لأبقرن الباطل حتى
يظهر الحق من خاصرته ، فقل لقريش فلتضج ضجيجها ». ثم نزل.
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 254