اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 25
سواه بالحكمة ضروب
المعرفة ، ويعمله معالم الدين جملة وتفصيلاً ، حتى صيّره صورة صادقة له في الخلق
العظيم ، وقدوة حسنة في الكمال المطلق ، فهو يدعوه أخاه ويعتبره نفسه ، ويجتبيه
بكل لطف وعناية ، ويحذر عليه من كل بلية وداهية.
ولكن مقومات علي عليهالسلام النفسية تقتضي أن يحملّه شطراً من
رسالته ، وعبأ من ثقل أمانته ، وليس هذا وقت الحديث عن ذلك ، ومقومات عليّ البدنية
وقدراته النضالية تقتضيان أن يقذف به محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم
في بطولات الحروب. ويشركه في عظائم الأمور ، إستئناساً بقابليته الفذّة ، ويرشحه
لكبريات القضايا إعتداداً بكفايته الفريدة.
وتخرج قريش بعيرها عائدة من الشام ، وقد
حملت ما شاء لها أن تحمل من تجارة القوم ، فيمسك لها محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بالطريق ، ويحرّض المسلمين على الرصد
والأخذ حين الغرّة ، ويقود الحملة بنفسه ، وعليًّ إلى جنبه ، وينتدب المسلمون لها
، وهم يطمعون بالعير ، ويأبى الله إلا النفير ، وهذا أبو سفيان يصله النذير
فيتيامن جهة البحر ويساحل بأثقاله ، وهذه قريش تعمى عليها الأخبار فتهب هبة واحدة
مستعدة للحرب ، أبو سفيان على العير ، وعتبة وأبو جهل على النفير ، وتصل العير إلى
مكة ، ويخرج النفير منها ، ويتساءل بعض القوم ، وتلاوم بعضهم الآخر ، فيم الخروج
أذن ، وقد وصل أبو سفيان بتجارة قومه إلى حيث الأمن والدعة ، ولكن القادة من قريش
يصرّون على الحرب ، ويخرجون بقضهم وقضيضهم كما يقال ، هزجين فرحين بين المعازف
والقيان ، والمسلمون يترصدون العير فلا يظفرون بها ، ويودّ المسلمون أن لو كانت
غير الشوكة لهم ، ويأبى الله إلا أن تكون ذات الشوكة لهم ،
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 25