اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 239
الأولى
: سياسة الحكم الجديد ، فقال في أول
خطاب رسمي له :
« أيها الناس إنما أنا رجل منكم لي ما
لكم وعلي ما عليكم ، وإني حاملكم على منهج نبيكم ، ومنفّذ فيكم ما أمرت به ».
وقد وضح المنهج الإسلامي في اتجاه علي عليهالسلام وهو أنه كأحد المسلمين لا أكثر ولا أقل
إلا أنه قائدهم ، وهو المنهج الديمقراطي الحديث بعينه هذا اليوم. والثاني أنه
يحملهم على منهج النبي وسبيلة لا تأخذه في ذلك لومة لائم.
الثانية
: إصلاح ما أفسده عثمان من المال ،
واسترجاع ما اقطعه بغير حق ، فقد خطب الإمام في اليوم الثاني لبيعته وقال :
« ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان ، وكل
مال أعطاه من مال الله ، فهو مردود في بيت المال ، فإن الحق القديم لا يبطله شيء ،
ولو وجدته وقد تزوج به النساء ، ومُلِكَ به الإماء لرددته إلى حاله ، فإن في العدل
سعة ، ومن ضاق عليه العدل ، فالجور عليه أضيق ».
ثم نفّذ الإمام ما قال ، وأمر بقبض كل
سلاح تقوّى به عثمان على المسلمين ، وأمر بقبض نجائب كانت في داره من إبل الصدقة ،
وأن ترتجع الأموال التي أجاز بها عثمان حيث أصيبت أو أصيب أصحابها ، وبالكف عن
أموال عثمان الخاصة به.
وقد وضحت سياسة الإمام في الحكم بأنه
سائر على منهج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
لا يحيد عنه ، وفي المال بأن يعود لبيت المال.
وهنا تنبه أصحاب المطامع والمآرب
والإمتيازات السابقة أن لا حياة لهم مع الإمام ، فقد قال الإمام مباشرة :
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 239