اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 211
وكان في طليعة هؤلاء طلحة والزبير فهما
أشد الناس على عثمان ما في ذلك شك ؛ حتى قال عثمان في طلحة : ويلي على ابن
الحضرمية لقد أعطيته كذا وكذا ذهباً ، وهو اليوم يروم دمي ، اللهم لا تمتعه بذلك.
وأستتر طلحة بثوب صفيق عن أعين الناس حينما اشتد الحصار بعثمان ، وأخذ يرمي السهام
على دار عثمان ، وحينما وقف الحسن والحسين عليهماالسلام
في باب الدار يمنعون الثوار عن عثمان ، ويحولون بينهم وبين دخول الدار عليه ، أخذ
طلحة المهاجمين إلى دار بعض الأنصار فأصعدهم سطحها ، وتسوروا الدار على عثمان
وقتلوه.
وكان الزبير يحرض على قتل عثمان مجاهراً
فيقول : اقتلوا عثمان فقد بدل سنتكم ، فقيل له : إن ابنك يحامي عنه بالباب ، فقال
: ما أكره أن يقتل عثمان ولو بُدئ بابني ؛ إن عثمان لجيفة على الصراط غداً. ولقد
مهد الشيخان ـ طلحة والزبير ـ لقتل عثمان في كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ،
حتى أسقطا هيبة الخليفة ، فلقد استولى طلحة على بيت المال ، وعمل له مفاتيح وأمسك
بها ، واشتد الناس على عثمان ، فذهب علىٌّ عليهالسلام
فكسر باب البيت المالي ، ووزع المال على المسلمين ، فتفرق كثير منهم عن شأن عثمان
، وبلغ ذلك عثمان فسّر به كثيراً.
وكان الزبير يمشي بين الناس في التأليب
على عثمان ، ويأمر بقتله وهو أحد رجال الشورى ، فيستمع منه هذا ، ويستجيب له ذاك ،
حتى أدرك ما يريد.
وكانت عائشة أم المؤمنين تمتلك قلوب
الناس وعواطفهم ، وتروي لهم وتحدثهم ، وتجتمع إليهم فتألبهم ، وهم يسمعون منها
ويستمعون إليها ، ويثقون بها ، ويعتمدون عليها ، فهي زوج رسول الله
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 211