responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي    الجزء : 1  صفحة : 145

على البيعة فحسب بل على الإسلام والنظام الجديد كله.

وكان على أبي بكر وقيادته التهيؤ لذلك في مجابهة جدّية لا هوادة معها ، وإعداد القوة الكافية لهذا الخرق الكبير ، فيظمّت البعوث ، وسيرّت الجيوش ، وتناخى المسلمون لذلك ، وقامت المعارك على قدم وساق ، كان فيها النصر المحتم للإسلام دون شك.

وكان لا بد أن تحصل جملة من التجاوزات لطيش القادة ، وفتك المتسلطين ، كما حصل هذا المعنى لخالد بن الوليد في قتل مالك بن نويرة وعشيرته الأقربين ، دون مسوّغ شرعي ، فهم مسلمون صالحون ما بدلوا ولا غيروا ، مما أغضب عمر بن الخطاب غضباً شديداً ، وهم بخالد ومعاقبته ، ولكنه جوبه بعفو أبي بكر وصفحه.

وكان على علي عليه‌السلام ، وهو القائد المجرب والإمام المحنّك ، أن ينظر لما حوله من الأحداث الجديدة بعين اليقظة والحذر ، وأن يتدارك من الخطر ما عسى أن يحصل ، وهذا وذاك يقتضيان منه التريث في شأن حقوقه في قيادة الأمة ، فالإسلام الآن في محنة حقيقية ، والدعوات الضالة تريد إقتلاعه من الجذور ، فتجاوز عن كثير من الإساءات الأساسية التي وجهت إليه ، ونصح للإسلام بكل ما يستطيع ، إبقاءً للشهادة ، وتحوطاً للمسلمين ، وحرصاً على وحدة الكلمة.

كان على علي عليه‌السلام الانشغال بالأهم عن المهم ، والإلتفات إلى الحق العام دون حقه الخاص ، وهذا شأن الصديقين ودعاة الحق ، وهكذا كان ، إذ أن ما حدث للعرب من الإرتداد ، وما صاحب بعضهم من منع الزكاة ، حريّ بأن يجر على الإسلام من الوهن والضعف ، والله أعلم بحقيقته لو ترك دون مجابهة.

اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست