اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 133
لبئس ما تأولتم ،
وساء ما به أشرتم ، وشر ما منه إعتضتم ، لتجدّن والله محمله ثقيلاً ، وغبّه وبيلاً
، إذا كشف لكم الغطاء ، وبان ما وراء الضراء ، وبدا لكم ما لم تكنوا تحتسبون ،
وخسر هناك المبطلون )).
ثم عطفت الزهراء على قبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنشدّت :
قد كان بعد انباء وهنبثة
لوكنت شاهدها لم تكثر الحطب
إنا فقدناك فقد الارض وابلها
واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
قال صاحب بلاغات النساء : فما رأينا
يوماً كان أكثر باكياً ولا باكية من ذلك اليوم.
قال السيد المرتضى علم الهدى ( ت : ٤٣٦ هـ
) والشيخ الاكبر أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسى ( ت :٤٦٠ هـ ) ثم انكفأت وأمير
المومنين يتوقع رجوعها إليه ، ويتطلع طلوعها عليه ، فلما استقرت بها الدار عتبت
على أمير المومنين بكلام شجّي قالت في آخره :
« ما كففت قائلا ، ولا أغنيت طائلا ...
ويلاي في كل شارق ، ويلاي في كل غارب ، مات العمد ، ووهت العضد ، شكواي إلى أبى ،
وعدواي إلى ربي ».
فقال لها أمير المومنين عليهالسلام : « لا ويل لك ، بل الويل لشانئك ،
نهنهي عن وجدك يا ابنة الصفوة وبقية النبوة ، فما ونيت عن ديني ، ولا أخطات مقدوري
، فان كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون ، وكفيلك مامون ، وما اعد لك أفضل مما قطع
عنك فاحتسبي ».
فقالت الزهراء عليهاالسلام : حسبي الله ، وأمسكت.
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 133