اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 110
تنتهي هذا الرواية؟
وكيف تمثل فضول المأساة؟
على أن الندم لم يصنع شيئاً ، والا
حتجاج لم يغيرّ حدثاًُ ، والتراجع لا ينقض أمراً ، فقد جوبه الأنصار مضافاً إلى
القيادة القرشية العليا ، جوبهوا بمسلمة الفتح تذبّ عن مرشح قريش ، فأشغل الأنصار
ـ بدهاء منقطع النظير ـ بمسلمة الفتح ، واندمج بنو اُميه في رحاب البيعة التي
أبعدت بني هاشم أعداءْ هم التقليديين ، وعطفت بنو زهرة عنانها مع تيم ، فما ينفع
نداء الأنصار في آخرة ، وما أعذروا من ذي قبل ... إنه صيحة في وادٍ ، ونفخة في
رماد، فهذا سهيل بن عمرو صاحبهم في الحديبية يدعو في نخوة : « يا أهل مكة ... كنتم
آخر من أسلم في الناس ، فلا تكونوا أول من ارتد من الناس؛ يا أهل مكة. والله ليتمن
الله عليكم هذا الأمر كما قال رسول الله ، ومن رابنا ضربنا عنقه ».
قال ذلك لأهل مكة عامة ، والتفت لقريش
وقال لها خاصة ، وقد شاهد الأنصار يحاولون التغيير ، وكان التفاته هذا مزدوجا في
ردوده ، ففيه إحكام للأمر دون تردد ، وفيه وعيد للأنصار دون رحمة ، وفيه أمر
بالقتال بلا هوادة :
« يا معشر قريش : إن هؤلاء الناس قد
دعوا إلى أنفسهم ، وإلى علي بن أبي طالب ، وعليّ في بيته لو شاء لردّهم ، ألا
فادعوهم إلى صاحبكم والى تجديد بيعته ، فإن أجابوكم وإلاّ فأقتلوهم ، فوالله إني
لأرجو الله أن ينصركم عليهم كما نصرتم بهم ». وتبعه عكرمة بن أبي جهل « لولا قول
رسول الله : الأئمة من قريش ما أنكرنا إمرة الأنصار ، إعذروا القوم فإن أبو
فاقتلوهم ».
فالدعوتان تشيران إلى القتل والإبادة ،
وكيف تكون الفتنة إذن؟
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 110