اسم الکتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ المؤلف : الموسوي، اسلام الجزء : 1 صفحة : 97
تحت قدميه أمام قريش
..
وبعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وهو بمكَّة ـ خالد بن الوليد إلى بني
جذيمة بن عامر ، فقال لهم خالد : ضعوا السلاح. فقالوا : إنَّا لا نأخذ السلاح على
الله ولا على رسوله ونحن مسلمون ، قال : ضعوا السلاح ، قالوا : إنَّا نخاف أن
تأخذنا بإحنة الجاهلية ، فانصرف عنهم وأذَّن القوم وصلَّوا ، فلمَّا كان في السحر
شنَّ عليهم الخيل فقتل منهم ما قتل وسبى الذرية.
فبلغ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : « اللَّهمَّ إنِّي أبرأ إليك ممَّا صنع خالد
»! وبعث عليَّ بن أبي طالب عليهالسلام
فأدَّى إليهم ما أخذ منهم حتَّى العقال وميلغة الكلب ، وبعث معه بمال ورد من اليمن
فودى القتلى ، وبقيت معه منه بقية ، فدفعها عليٌّ عليهالسلام
إليهم على أن يحلِّلوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
ممَّا علم وممَّا لا يعلم. فقال رسول الله : « لما فعلت أحبُّ إليَّ من حمر النعم
» ويومئذٍ قال لعليٍّ : « فداك
أبواي » [١]
، فتمَّ بذلك موادُّ الصلاح ، وانقطعت أسباب الفساد.
وقعة حنين :
وكانت هذه الغزوة في شوال سنة ثمان من
الهجرة ، وحنين وادي بينه وبين مكَّة ثلاث ليال [٢].
وقد بلغ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنَّ هوازن قد جمعت بحنين جمعاً كبيراً
تريد غزو المسلمين وقتالهم ، فخرج إليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
في جيش عظيم عدَّتهم اثنا عشر ألفاً ، فقال بعضهم : ما نُؤتى من قلَّة ، فكره رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
[١] انظر : تاريخ اليعقوبي
٢ : ٦١ ، إعلام الورى ١ : ٣٨٦ ، إرشاد المفيد ١ : ٥٥.