اسم الکتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ المؤلف : الموسوي، اسلام الجزء : 1 صفحة : 7
أعظم الناس جهاداً في سبيله وأكثرهم
معرفة بشريعته وعملاً باحكامها وإحياءً لمعالمها .. فجاءت سيرته تجسيداً لرسالة
الإسلام ، بل كانت إسلاماً يتحرك على الأرض.. انه الكتاب الناطق والسنة الحية.
لقد كان علي عليهالسلام قمةً في كلّ شيء ، ينحدر عنه السيل ،
ولا يرقى إليه الطير ، استغنى عن الكل ، واحتاج الكل إليه ، لكنه عاش في مجتمعٍ
عزّ وجود من يفهمه فيه ، فكان يقودهم إلى مبادئ الحق ومعارج الكمال ، وكانوا
يريدونه لدنياهم وشهواتهم ولذاتهم ، قال عليهالسلام
: « ليس أمري وأمركم واحداً ، انني اُريدكم لله ، وتريدونني لأنفسكم » وكان يتفجّر
علماً لم يجد له حملة ، قال عليهالسلام
: « إن ها هنا لعلماً جماً لو أصبت له حملة ».
ورغم هذا وذاك ، فقد أضحى عليٌ عليهالسلام مناراً أبدياً وراية خالدة ترفعها
البشرية على اختلاف ألوانها وأديانها ، لأنه إمام الإنسانية الذي يقول : « الناس
صنفان : أخ لك في الدين ، ونظير لك في الخلق ».
إن مسؤولية الانتماء إلى علي عليهالسلام تدعونا إلى الاجتهاد في طاعة الله
والتواصل على خط العفة والورع والسداد ، والاقتداء ببعض جوانب سيرته ، ذلك لأن
تجسيد شخصيته الموسوعية الهائلة بكل أبعادها أمرٌ دونه خرط القتاد ، فهو القائل عليهالسلام : « ألا وان لكل مأموم إماماً ، يقتدي
به ، ويستضيء بنور علمه ، ألا وان امامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ، ومن طُعمه
بقرصيه ، ألا وأنكم لا تقدرون على ذلك ، ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد ».
ومن هنا فإن اصدارنا هذا تكفل بتغطية
بعض مفردات تلك السيرة العطرة ، باسلوب واضح يتبع المنهج العلمي الدقيق ، موثقاً
بالمصادر المعتبرة.
ندعو من الله العزيز أن ينفع به الأخوة
المؤمنين ، وهو تعالى الهادي إلى سواء السبيل.
مركز الرسالة
اسم الکتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ المؤلف : الموسوي، اسلام الجزء : 1 صفحة : 7