لكنَّ الناس تباطؤوا عن تلبية أمر أبي
بكر ، فقال عمر : لو كان عرضاً قريباً وسفراً قاصداً لاتَّبعتموه!
فاختار أبو بكر خالد بن سعيد على قيادة
الجيش وعقد له اللواء ، لكنَّ عمر ـ وكعادته ـ اعترض ، بحجَّة أنَّه تباطأ في
بيعته للخليفة؛ فقال : أتولِّي خالداً وقد حبس عنك بيعته ، وقال لبني هاشم ما بلغك؟!
فحلَّ لواءه وجعل الجيش تحت إمرة يزيد بن أبي سفيان ، وشرحبيل بن حسنة ، وأبي
عبيدة الجرَّاح ، وعمرو بن العاص ، بالإضافة إلى خالد وجنده.
فحقَّق المسلمون انتصارات عظيمة
ومتوالية ، افتتحوا خلالها عدَّة مدن ، وهذه كانت بشارة أمير المؤمنين عليهالسلام.
ولكن سنرى قريباً كيف كانت سياسة أبي
بكر في تعيين الولاة والامراء قد حقَّقت مطامع بني أُميَّة ، وفتحت أمامهم أبواب
الخلافة الواسعة ، حتى تربَّع أوغاد بني أُميَّة وغيرهم من الطلقاء على رؤوس
المسلمين ، وجرت وراءها فتن وبحور من الدماء العظيمة!!
رجوع أبي بكر إليه
في الأحكام الشرعية
ومن جملة موارد الرجوع إليه في الأحكام
الشرعية والقضايا الدينيّة في عهد أبي بكر ، وكما جاء الخبر به عن رجال من
العامَّة والخاصَّة : أنَّ رجلاً رُفع إلى أبي بكر وقد شرب الخمر ، فأراد أن يقيم
عليه الحدَّ ، فقال له : إنَّني شربتها ولا علمَ لي بتحريمها ، لأنَّي نشأت بين
قومٍ يستحلُّونها ، ولم