اسم الکتاب : الإمام الحسن العسكري عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 61
وطالمـا عمّروا دوراً لتـحصنهم
ففارقوا الـدور والأهلين وانتقلوا
وطالما كنزوا الأموال وادّخروا
فخلّفوها على الأعداء وارتحـلوا
أضحـت منازلـهم قفراً معطّلـة
وساكنوها إلى الأجداث قد نزلـوا
قال : فأشفق كلّ من حضر على عليّ ، وظن أن
بادرة تبدر منه إليه ، قال : والله لقد بكى المتوكل بكاءً طويلاً حتى بلّت دموعه
لحيته ، وبكي من حضره ، ثمّ أمر برفع الشراب ، ثم قال له : يا أبا الحسن ، أعليك
دين ؟ قال : نعم ، أربعة
آلاف دينار ، فأمر بدفعها إليه
وردهّ إلى منزله من ساعته مكرماً » [١].
٢ ـ هدم قبر الإمام الحسين عليهالسلام :
والاجراء التعسفي الآخر الذي أقدم عليه
المتوكل ، فسوّد به وجه التاريخ الانساني ، هو أنه أمر في سنة ٢٣٦ ه بهدم قبر
الإمام السبط الشهيد الحسين عليهالسلام
، وقد بعث رجلاً من أصحابه يقال له الديزج ، وكان يهودياً فأسلم ، إلى قبر الحسين عليهالسلام ، وأمره بكرب القبر ومحوه وإخراب كلّ ما
حوله ، فمضى لذلك وخرّب ما حوله ، وهدم البناء ، وكرب ما حوله نحو مائتي جريب ،
[١] مروج الذهب ٤ : ٣٦٧
ـ ٣٦٨ ، وراجع أيضاً : تذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي ٣٢٢ ـ مؤسسة أهل البيت ـ
بيروت ـ ١٤٠١ ه ، البداية والنهاية ١١ : ١٥ ، وفيات الأعيان / لابن خلكان ٣ : ٢٧٢
ـ منشورات الرضي ـ قم ، الأئمة الاثنا عشر عليهمالسلام
لابن طولون : ١٠٧ ـ منشورات الرضي ـ قم.
اسم الکتاب : الإمام الحسن العسكري عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 61