اسم الکتاب : الإمام الحسن العسكري عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 52
ويبدوا أن المتوكل قد صاغ كتابه بصيغة
الرجاء ، وكأنه ترك للإمام عليهالسلام
الخيار في الشخوص أو البقاء ، غير أنه الاكراه بعينه ، إذ أنه بعث الكتاب مع الجند
وقادتهم الذي أرسلهم لأداء مهمة إشخاص الإمام ، ثمّ ( إن الإمام إن لم يذهب حيث أمره
يكون قد أثبت تلك التهمة على نفسه ، وأعلن العصيان على الخلافة ، وكلاهما مما لا تقتضية
سياسة الإمام ) عليهالسلام[١].
ولعل أوضح دليل على إلزام الإمام عليهالسلام بهذا الأمر هو تصريحه عليهالسلام بذلك في حديث رواه المنصوري عن عم أبيه
أبي موسى ، ثم قال : « قال لي يوماً الإمام علي بن محمد عليهماالسلام : يا أبا موسى ، اُخرجت إلى سرّ من رأى كرهاً
... » [٢].
الامام العسكري يرافق أباه عليهماالسلام
رافق الإمام العسكري أباه الإمام الهادي
عليهماالسلام في رحلته من
المدينة إلى سامراء مع أهل بيته وبعض مواليه ، وقد اختلف في عمره عليهالسلام حينذاك نظراً للاختلاف في تاريخ رحلة
الإمام عليهالسلام.
والنهاية ١٠ : ٣١٦ ،
فان كان ذلك حقاً ، فلا أدري كيف يوافق الإمام أحمد على تولية أمثال : محمد بن
الفرج الرخجي ، والد يزج الذي هدم قبر الحسين عليهالسلام
، وأبي السمط مروان بن أبي الجنوب الذي ولاه على اليمامة والبحرين ، وابن اُترجة
الذي ولاه الحرب والصلاة في الحرمين وغيرهم من النواصب ؟! فإنّ أراد المبالغة في
مدح المتوكل الناصبي فقد عرّض بالإمام أحمد وأساء إليه ، وإن كان قوله حقاً فعلى
أمثال الإمام أحمد العفا.
[١] تاريخ الغيبة
الصغرى للسيد محمد الصدر : ١٠٧ ـ دار التعارف ـ بيروت ـ ١٤١٢ ه.