اسم الکتاب : الإمام الحسن العسكري عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 47
وقال الذهبي : « كان المتوكل فيه نصب
وانحراف » [١].
وقال ابن الأثير : « كان المتوكل شديد
البغض لعلي بن أبي طالب ولأهل بيته ، وكان يقصد من يبلغه عنه أنه يتولى علياً وأهله
بأخذ المال والدم ، وكان من جملة ندمائه عبادة المخنّث ، وكان يشدّ على بطنه تحت
ثيابه مخدّة ويكشف رأسه وهو أصلع ويرقص بين يدي المتوكل ، والمغنون يغنّون ؛ قد أقبل
الأصلع البطين خليفة المسلمين ، يحكي بذلك علياً عليهالسلام
والمتوكل يشرب ويضحك ...
وإنّما كان ينادمه ويجالسه جماعة قد
اشتهروا بالنصب والبغض لعلي ، منهم : علي بن الجهم الشاعر الشامي من بني شامة بن
لؤي ، وعمرو بن الفرج الرخجي ، وأبو السمط من ولد مروان بن أبي حفصة من موالي بني
أميه ، وعبدالله بن داود الهاشمي المعروف بابن اُترجه ، وكانوا يخوّفونه من
العلويين ، ويشيرون عليه بإبعادهم والإعراض عنهم والإساءة إليهم ، ثم حسّنوا له
الوقيعة في أسلافهم الذين يعتقد الناس علوّ منزلتهم في الدين ، ولم يبرحوا به حتى ظهر
منه ما كان ... » [٢].
ولا يمكن أن يجرأ أحد من هؤلاء الذين
ذكرهم ابن الأثير على النيل من أمير المؤمنين عليهالسلام
وعموم أهل البيت أمام أحد سلاطين بني العباس ، لولا علمهم المسبق بعداء ذلك ( الخليفة
) السافر لأهل البيت عليهمالسلام
وحقده المقيت عليهم ، وحرصه على تشجيع ثقافة النصب والبغض وافشائها في أوساط الناس
عن طريق بعض المرتزقة من الشعراء وغيرهم.