اسم الکتاب : الإمام الحسن العسكري عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 149
قال المسعودي في أواخر ( إثبات الوصية )
: « روي أنّ أبا الحسن صاحب العسكر عليهالسلام
احتجب عن كثير من الشيعة إلا عن عددٍ يسير من خواصّه ، فلما أفضى الأمر إلى أبي محمد
عليهالسلام كان يكلم
شيعته الخواص وغيرهم من وراء الستر إلا في الأوقات التي يركب فيها إلى دار السلطان
، وإن ذلك إنما كان منه ومن أبيه قبله مقدمةً لغيبة صاحب الزمان عليهالسلام لتألف الشيعة ذلك ، ولا تنكر الغيبة ، وتجري
العادة بالاحتجاب والاستتار » [١].
وحينما يطغى اُسلوب الاحتجاب على معظم
حياة الإمام عليهالسلام ، يكون
اتخاذ نظام الوكلاء ألزم وأقرب ، وكان هذا النظام ـ أي نظام الوكلاء ـ معمولاً به
حتى قبل الامامين العسكريين عليهمالسلام
لأنّه يحقّق ارتباط الأئمة عليهمالسلام
بالبلاد البعيدة ذات القواعد الموالية لهم عليهمالسلام
، لكنه أصبح ظاهرة ملموسة تمارسها حتى القوعد القريبة خلال إمامة العسكريين عليهماالسلام.
وكان من بين الوكلاء الذين اعتمدهم
الإمام العسكري عليهالسلام
للنهوض بهذا الأمر : إبراهيم بن عبدة النيسابوري ، وأحمد بن إسحاق الأشعري ، وأيوب
بن نوح بن دراج ، وجعفر بن سهيل الصيقل ، وحفص بن عمرو العمري ، وأبو عمرو عثمان
بن سعيد العمري ، وعلي بن جعفر الهمّاني ، والقاسم بن العلاء الهمداني ، ومحمد بن
أحمد بن جعفر القمي ، وأبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري ، ومحمد بن صالح بن
محمد الهمداني وغيرهم.
ويمكن القول إن وكالة عثمان بن سعيد
للإمام العسكري عليهالسلام
كانت بمثابة التمهيد للسفارة المهدوية ؛ لأنّ عثمان بن سعيد كان السفير الأول للإمام