اسم الکتاب : الإمام الحسن العسكري عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 121
العسكري عليهالسلام فقال : يا أحمد ، ما كان حالكم فيما كان فيه الناس من
الشك والارتياب ؟ فقلت له : يا سيدي
لما ورد الكتاب لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلا قال بالحق. فقال عليهالسلام : أحمد الله على ذلك يا أحمد ، أما علمتم أن
الأرض لا تخلو من حجة ، وأنا ذلك الحجة
، أو قال : أنا الحجة
» [١].
الثاني : اظهار الدلالة
فقد طالب بعض المشككين الإمام عليهالسلام بالدلالة ، وكان عليهالسلام يستجيب بما اُوتي من الحكمة وفصل
الخطاب ، لمن يعتقد أنه يسكن إليها. ويدل عليه ما رواه الشيخ الصدوق بسنده عن
القاسم الهروي ، قال : خرج توقيع من أبي محمد عليهالسلام
إلى بعض بني أسباط ، قال : « كتبت إليه عليهالسلام
أخبره عن اختلاف الموالي وأسأله إظهار دليل. فكتب إليّ : إنّما خاطب الله
عزوجل العاقل ، ليس أحد يأتي بآية أو يظهر دليلاً أكثر مما جاء به خاتم النبيين
وسيد المرسلين ، فقالوا : ساحر وكاهن وكذاب ، وهدى الله من اهتدى ، غير أن الأدلة
يسكن إليها كثير من الناس ، وذلك أن الله عزوجل يأذن لنا فنتكلم ، ويمنع فنصمت ، ولو
أحب أن لا يُظهِر حقاً ما بعث النبيين مبشرين ومنذرين ، فصدعوا بالحقّ في حال
الضعف والقوة ، وينطقون في أوقات ليقضي الله أمره وينفذ حكمه
».
ثمّ أشار عليهالسلام
إلى طبقات الناس في أخلاصهم له أو ابتعادهم عنه ، مبيناً أن بعضهم يعيش البصيرة في
عقله وفي قلبه وفي روحه من أجل أن ينجو عندما يقف بين يدي الله ، وهذا متمسك بهدي
الإمام وسبيله ، وبعضهم أخذ العلم ممن