أما جعفر الكذاب ، فكان صاحب فتنة
وضلالة ، وقد أخبر أئمة أهل البيت عليهمالسلام
عنه قبل ولادته ، وحذّروا شيعتهم من فتنته ، ففي حديث عن أبي خالد الكابلي« أنه سأل
الإمام علي بن الحسين صلوات الله عليه : من الحجة والإمام بعدك ؟ فقال : ابني محمد ، واسمه في التوراة
الباقر يبقر العلم بقراً ، وهو الحجة والإمام بعدي ، ومن بعد محمد ابنه جعفر ، واسمه
عند أهل السماء الصادق.
فقلت له : يا سيدي ، كيف صار اسمه
الصادق ، وكلكم صادقون ؟ فقال : حدّثني
أبي عن أبيه عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، فسمّوه
الصادق ، فإنّ للخامس من ولده ولداً اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراءً على الله
وكذباً عليه ، فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله عزوجل والمدّعي لما ليس
له بأهل ، المخالف على أبيه ، والحاسد لأخيه ، ذلك الذي يروم كشف ستر الله عند
غيبة ولي الله عزوجلّ ... ثم قال : كاني بجعفر الكذاب وقد
حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله ، والمغيب في حفظ الله ، والتوكيل بحرم
أبيه جهلاً منه بولادته ، وحرصاً على قتله إن ظفر به ، طمعاً في ميراث أبيه حتى
[١] أصول الكافي ١ :
٣٢٦ / ٨ باب الاشارة والنص على أبي محمد عليهالسلام
من كتاب الحجة.
اسم الکتاب : الإمام الحسن العسكري عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 106