اسم الکتاب : كليات في علم الرجال المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 99
أو راوياً ممَّن يضع
الحديث. والتوثيق والجرح المبنيان على اتقان المتن ، وموافقته مع العقيدة ، من
أخطر الطرق إلى تشخيص صفات الراوي من الوثاقة والضعف.
ويشهد على ما ذكرنا أن الشيخ والنجاشي
ضعَّفا محمد بن أورمة ، لانه مطعون عليه بالغلوّ وما تفرَّد به لم يجز العمل به [١] ولكن ابن الغضائري أبرأه عنه ، فنظر في
كتبه ورواياته كلّها متأملاً فيها ، فوجدها نقيَّة لا فساد فيها ، إلا في أوراق
اُلصقت على الكتاب ، فحمله على أنها موضوعة عليه.
وهذا يشهد أن مصدر قضائه هو التتبّع في
كتب الراوي ، وتشخيص أفكاره وعقائده وأعماله من نفس الكتاب.
ثمَّ ان للمحقّق الشيخ أبي الهدى
الكلباسي كلاماً حول هذا الكتاب يقرب مما ذكره المحقّق البهبهاني ، ونحن نأتي
بملخّصه وهو لا يخلو من فائدة.
قال في سماء المقال : « إن دعوى التسارع
غير بعيدة نظراً إلى أمور [٢]
:
الاول
: إن الظاهر من كمال الاستقراء في أرجاء
عبائره ، انه كان يرى نقل بعض غرائب الامور من الائمة عليهمالسلام من الغلو على حسب مذاق القميين ، فكان
إذا رأى من أحدهم ذكر شيء غير موافق لاعتقاده ، يجزم بأنه من الغلو ، فيعتقد بكذبه
وافترائه ، فيحكم بضعفه وغلوه ، ولذا يكثر حكمه بهما ( بالضعف والكذب ) في غير
محلهما.
ويظهر ذلك مما ذكره من أنه كان غالياً
كذاباً كما في سليمان الديلمي ، وفي آخر من أنه ضعيف جدّاً لا يلتفت اليه ، أو في
مذهبه غلوّ كما في
[١] رجال الشيخ :
٥١٢ برقم ١١٢ ، الفهرس : « الطبعة الاولى » الصفحة ١٤٣ ، الرقم ٦١٠ ، وفي « الطبعة
الثانية » : الصفحة ١٧٠ الرقم ٦٢١ ، ورجال النجاشي : الرقم ٨٩١.