اسم الکتاب : كليات في علم الرجال المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 97
ومع هذا الاعتراف ان هذه الروايات لا
تثبت ما رامه وهو أن الغلوّ كان له معنى واحد في جميع الأزمنة ، ولازمه ترك
الفرائض ، وأن ذلك المعنى كان مقبولاً عند الكلّ من عصر الإمام الصادق عليهالسلام الى عصر الغضائري اذ فيه :
أما أولاً : فانه يظهر عما نقله الكشي
عن عثمان بن عيسى الكلابي أن محمد بن بشير احد رؤساء الغلاة في عصره ، وأتباعه
كانوا يأخذون بعض الفرائض وينكرون البعض الآخر ، حيث زعموا أن الفرائض عليهم من
الله تعالى إقامة الصلاة والخمس وصوم شهر رمضان ، وفي الوقت نفسه ، أنكروا الزكاة
والحجّ وسائر الفرائض [١].
وعلى ذلك فما ذكره من امتحان الغلاة في أوقات الصلاة راجع إلى صنف خاص من الغلاة
دون كلهم.
وثانياً : أن الظاهر من كلمات القدماء
أنهم لم يتفقوا في معنى الغلوّ بشكل خاصّ على ما حكى شيخنا المفيد عن محمد بن
الحسن بن أحمد بن الوليد أنه قال : أول درجة في الغلو ، نفي السهو عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والإمام ، ثمَّ قال الشيخ : فان صحت
هذه الحكاية عنه فهو مقصر ، مع انه من علماء القميين ومشيختهم ، وقد وجدنا جماعة
وردت الينا من قم يقصِّرون تقصيراً ظاهراً في الدين ، ينزلون الائمة عليهمالسلام عن مراتبهم ، ويزعمون أنهم كانوا لا يعرفون
كثيرا من الاحكام الدينية ، حتى ينكت في قلوبهم ، ورأينا من يقول إنهم كانوا
يلجأون في حكم الشريعة إلى الرّأي والظّنون ويدَّعون مع ذلك أنهم من العلماء [٢].
فاذا كانت المشايخ من القمّيين وغيرهم
يعتقدون في حق الائمة ما نقله
[١] بحار الانوار :
٢٥ / ٣٠٩ ، الحديث ٧٦ نقلا عن رجال الكشي : ٤٧٨ ـ ٤٧٩.
[٢] بحار الانوار :
٢٥ / ٣٤٥ ـ ٣٤٦ ، نقلاً عن تصحيح الاعتقاد ، باب معنى الغلو والتفويض : ٦٥ ـ ٦٦.
اسم الکتاب : كليات في علم الرجال المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 97