اسم الکتاب : كليات في علم الرجال المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 181
ويظهر ذلك أيضاً من استاذ الفن ، الشيخ
عبدالله بن حسين التستري ، الذي كان من مشايخ الشيخ عناية الله القهبائي مؤلف «
مجمع الرجال » ، حيث نقل عن استاذه ما هذا عبارته : « قال الاستاذ مولانا النحرير
المدقق ، والحبر المحقق المجتهد في العلم والعمل عبدالله بن حسين التستري قدسسره[١]
، هكذا : وربما يخدش بأن حكمهم بتصحيح ما يصح عنهم ، انما يقتضي الحكم بوقوع ما
أخبروا به ، وهذا لا يقتضي الحكم بوقوع ما أخبر هؤلاء عنه في الواقع ، والحاصل
أنهم إذا أخبروا أنّ فلاناً الفاسق حكم على رسول الله مثلا بما يقتضي كفره (
نستغفر الله منه ) فان ذلك يقتضي حكمهم بصحة ما أخبروا به ، وهو وقوع المكفّر عن
الفاسق المنسوب اليه ذلك لا صحة ما نسب إلى الفاسق في نفس الأمر ... إلى ان قال :
ان الجماعة المذكورين في هذه التسميات الثلاث إذا أخبروا عن غير معتبر في النقل ،
فانه لا يلزم الحكم بصحة ما أخبروا عنه في الواقع ، نعم يلزم ذلك إذا أخبروا عن
معتبر ».
وأضاف التلميذ : « ولا يخفى ان
المذكورين في التسميات المذكورات هنا لا يروون إلا عنهم عليهمالسلام إلا قليلا ، ولا عن غير معتبر إلا
نادراً وهذا ظاهر مع ادنى تتّبع ، فما افاد الاستاذ رحمهالله
من المعنى الدقيق والمحمل الصحيح لا يؤثر فيما نفهم منها في أول الأمر » [٢]. ويظهر النظر في كلام التلميذ فيما
سننقله من رواية هؤلاء عن غير الائمة بكثير فتربَّص.
وقد نقله أبو علي في رجاله عن استاذه
صاحب الرياض حيث قال : « المراد دعوى الاجماع على صدق الجماعة ، وصحة ما ترويه إذا
لم يكن في السند من يتوقف فيه ، فاذا قال احد الجماعة : حدثني فلان ، يكون الاجماع
منعقداً على صدق دعواه وإذا كان ضعيفاً أو غير معروف ، لا يجديه نفعاً ،
[١] توفي مولانا
التستري عام ١٠٢١ هـ ، ويظهر من قوله « قدسسره
» في حق استاذه ان المؤلف كان حياً عام وفاته وتوفي بعده.