اسم الکتاب : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 89
نقد وتحليل
ربما يقال : بأنّ اعتماد ابن الوليد أو
غيره من الأعلام المتقدّمين ، فضلاً عن المتأخّرين ، على رواية شخص والحكم بصحّتها
لا يكشف عن وثاقة الراوي أو حسنه ، وذلك لاحتمال انّ الحاكم بالصحة يعتمد على
أصالة العدالة ، ويرى حجّية كلّ رواية يرويها مؤمن لم يظهر منه فسق ، وهذا لا يفيد
من يعتبر وثاقة الراوي أو حسنه في حجّية خبره. [١]
يلاحظ
عليه : أنّ ما ذكره من الاحتمال لا يوافق ما
نقله النجاشي عن ابن نوح ، فانّه قد اعترض على ابن الوليد في استثناء محمد بن عيسى
بن عبيد حيث قال : لا أدري ما رابه فيه ـ أي ما هو السبب الذي أوقعه في الريب
والشكّ فيه ـ لأنّه كان على ظاهر العدالة والثقة. والمتبادر من العبارة انّ
الباقين ممّا قد أُحرزت عدالتهم ووثاقتهم ، لا أنّ عدالتهم كانت محرزة بأصالة
العدالة.
وبذلك يظهر ضعف ما ذكره : « لعلّه كان
يرى حجّية كلّ رواية يرويها مؤمن لم يظهر منه فسق » فانّ هذا الاحتمال لا يناسب
تلك العبارة.
والذي يدلّ على أنّ ابن الوليد أحرز
وثاقة الباقين بدليل لا بالأصل ، ما ذكره الصدوق في موردين :
الأوّل
: يقول الصدوق : كان شيخنا محمد بن الحسن لا يصحح خبر صلاة يوم غدير خم والثواب
المذكور فيه لمن صامه ، ويقول : إنّه من طريق محمد بن موسى الهمداني وكان كذّاباً
غير ثقة ، وكلّ ما لم يصحّحه ذلك الشيخ ـ قدس اللّه روحه ـ ولم يحكم بصحته من
الأخبار فهو عندنا متروك غير صحيح. [٢]
[١] معجم رجال الحديث
: ١ / ٧٦ ؛ عيون أخبار الرضا عليهالسلام
: ٢ / ٢١ ، ح ٤٥.
[٢] الفقيه : ٢ / ٩٠
، ذيل الحديث المرقم ١٨١٧ ، طبعة جماعة المدرسين ، قم.
اسم الکتاب : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 89