اسم الکتاب : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 184
المراسيل الجزمية للصدوق
ثمّ إنّ الصدوق يتفنّن في الحديث المرسل
، فتارة يقول : « عن الصادق عليهالسلام
» ، واخرى يقول : « قال الصادق عليهالسلام
» فسمّي القسم الثاني من المراسيل بالمرسلات الجزمية ، فهل هي حجّة أو لا؟
ذهب الفاضل التفريشي وغيره إلى حجّية
ذلك القسم. قال : إنّ قول العدل : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
يشعر بإذعانه بمضمون الخبر ، بخلاف ما لو قال حدّثني فلان.
وقال السيد بحر العلوم : قيل : إنّ
مراسيل الصدوق في الفقيه كمراسيل ابن أبي عمير في الحجّية والاعتبار ، وإنّ هذه
المزيّة من خواصّ هذا الكتاب لا توجد في غيره من كتب الأصحاب.
وقال بهاء الدين العاملي في شرح الفقيه
ـ عند قول المصنّف : وقال الصادق جعفر بن محمّد عليهالسلام
: « كلّ ماء طاهر حتّى تعلم أنّه قذر » ـ : هذا الحديث كتاليه من مراسيل المؤلّف رحمهالله ، وهي كثيرة في هذا الكتاب ، تزيد على
ثلث الأحاديث الموردة فيه ، وينبغي أن لا يقصر الاعتماد عليها من الاعتماد على
مسانيده من حيث تشريكه على النوعين في كونه ممّا يُفتي به ويحكم بصحّته ، ويعتقد
أنّه حجّة بينه وبين ربّه سبحانه ، بل ذهب جماعة من الأُصوليّين إلى ترجيح مرسل العدل
على مسانيده محتجّين بأنّ قول العدل : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كذا ، يشعر بإذعانه بمضمون الخبر ، بخلاف
ما لو قال : حدّثني فلان عن فلان ، أنّه قال صلىاللهعليهوآلهوسلم
كذا.
وقال المحقّق الداماد في الرواشح ـ في
ردّ من استدلّ على حجّية المرسل مطلقاً ـ : بأنّه لو لم يكن الوسط الساقط عدلاً
عند المرسل لما ساغ له إسناد
اسم الکتاب : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 184