اسم الکتاب : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 18
الثاني : كون عامّة رواياته صحيحة.
ونحن ندرس الوجهين واحداً بعد الآخر :
أ. قطعية روايات « الكافي
»
لا شكّ انّ كتاب « الكافي » لمحمد بن
يعقوب الكليني ( المتوفّى عام ٣٢٩ هـ ) من أجلّ كتب الشيعة وأكثرها فائدة ، والذي
لم يعمل مثله ، حيث صنّف كتابه هذا وهذّبه في عشرين سنة ، وهو يشتمل على ثلاثين
كتاباً يحتوي على ما لا يحتوي عليه غيره ، وهو من أضبط الأُصول وأجمعها وأعظمها
ولكن على الرغم من ذلك ليست قاطبة رواياته قطعية الصدور على التحقيق.
كيف؟ وانّ المؤلّف نفسه لم يدّع ذلك ، بل
يظهر من مقدّمته على الكتاب عدم جزمه بقطعية صدور جميع أحاديثه ، حيث قال :
« فاعلم يا أخي أرشدك اللّه أنّه لا يسع
أحداً تمييز شيء ممّا اختلف الرواية فيه عن العلماء عليهمالسلام
برأيه إلاّ على ما أطلقه العالم بقوله عليهالسلام
: « أعرضوها على كتاب اللّه فما وافق كتاب اللّه عزّوجلّ فخذوه وما خالف كتاب
اللّه فردّوه ».
وقوله عليهالسلام
: « دعوا ما وافق القوم ، فإنّ الرشد في خلافهم ».
وقوله عليهالسلام
: « خذوا بالمجمع عليه ، فإنّ المجمع عليه لا ريب فيه ». ونحن لا نعرف من جميع ذلك
إلاّ أقلّه ، ولا نجد شيئاً أحوط ولا أوسع من ردّ علم ذلك كلّه إلى العالم عليهالسلام ، وقبول ما وسع من الأمر فيه بقوله : «
بأيّما أخذتم من باب التسليم وسعكم » وقد يسّر اللّه ـ وله الحمد ـ تأليف ما سألت
، وأرجو أن يكون بحيث توخّيت ». [١]
وهذا الكلام ظاهر في أنّ محمّد بن يعقوب
الكليني لم يكن يعتقد بصدور