فالتوالي هنا زيادة على جرسه السمعي
ليوحي إلى النفس نقطة الانتهاء من حقيقة الأمر حتى عاد واقعاً دون شك مقترناً
بالدلالة الإيحائية في كشف تماسك هذه الجماعة وترابطها ، وكذا الزرع في شدة أسره ،
وقوة تشابكه.
٢
ـ الدلالة الاجتماعية
:
تتوافر دلالة الألفاظ الاجتماعية في
استعمالها اللغوي في عدة مجالات من المثل القرآني ، ومرجع هذه الدلالة هو التبادر
العام في العرف العربي بما يعطي للكلمة من دلالة خاصة بها ، ومراعات هذا العرف ذو
أثر مهم في الدلالة المعينة للكلمة ولهذا اعتبر الخطابي ( ت ٣٨٣ ـ ٣٨٨ هـ ) إن
الكلام إنما يقوم بأشياء ثلاثة « لفظ حاصل ، ومعنى به قائم ، ورباط لهما ناظم.
وإذا تأملت القرآن وجدت هذه الأمور منه في غاية الشرف والفضيلة ، حتى لا ترى شيئاً
من الألفاظ أفصح ولا أجزل ولا أعذب من ألفاظه » [٣].
وقد جرى المثل القرآني وهو جزء من
القرآن على هذا المجرى فأعطاه أهميته في تخير ألفاظه للدلالة على المعنى المراد ،
وسنختار بعض المفردات منه منفردة بنفسها ، أو مضمومة لغيرها ، من أجل تحقيق الفكرة
بأصولها.