وكيف يمكن أن تكون تلك الأشياء على غير
هذا النحو ، في حين أنّ العالم بأسره من صنعه وفعله ، ولا شيء من المصنوع بغائب عن
صاحبه وصانعه.
وإلى ذلك يشير الإمام زين العابدين علي
بن الحسين عليهالسلام في دعائه
قائلاً :
« كيف يخفى عليك ـ يا إلهي ـ ما أنت
خلقته ؟! وكيف لا تحصي ما أنت صنعته ؟! أو كيف يغيب عنك ما أنت تدبّره ؟! » [١].
ولكن هذه الموجودات من حيث كونها تعيش
في بطن الزمان ، وتكون مزيجة به ، لذلك تبدو في شكل حوادث متناثرة وأجزاء متفرّقة
ومختلفة تتخلّلها فواصل زمنية .. وهنا تمنعها عوامل معينة من حضور الله عندها [٢].
[ لا حضورها عند الله ] فيوجد بين الله وبين
رؤيتها القلبية له حجاب حائل.
في هذا المحاسبة يعمد الأُستاذ
الطباطبائي إلى تقسيم العالم إلى وجهين :
الباطن.
والظاهر.
فيكون الوجود الجمعي للعالم هو الباطن ،
والوجود الجزئي المتفرق هو الظاهر.
ويستفيد الأُستاذ الطباطبائي لإثبات
هذين الوجهين من بعض الآيات ، ويقول : إنّ جملة « كن فيكون » إشارة إلى هذين
الجانبين :