من اليوم ، ويبخرون
ببخوره الخاص ، ويعبدون كل واحد من تلك السيارات في وقت معين ، ثم يسألون حاجتهم
منها ، ويسمّونها : « أرباباً » « آلهة » والله هو رب الأرباب وإله الآلهة [١].
٢. أصحاب الأشخاص
وكان هؤلاء يشتركون مع الفريق السابق ـ
في بعض العقائد ـ إلاّ أنّهم كانوا يعبدون أشكال السيارات بدل السيارات نفسها ،
لأنّ لها طلوعاً وأُفولاً وظهوراً بالليل وخفاء بالنهار ، ولهذا صنعوا لها صوراً
ثابتة على مثالها ، ويقولون : نعكف عليها ونتوسل بها إلى الهياكل ، فنتقرّب إلى
الروحانيات ، ونتقرّب بالروحانيات إلى الله سبحانه وتعالى ، فنعبدهم (إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَىٰ اللهِ
زُلْفَىٰ )[٢].
٣. عقائد العرب الجاهلية
قليل من العرب من كان يتديّن بالدهرية
فقالوا بالطبيعة المحيية ، والدهر المفني وكانت الحياة ـ في نظرهم ـ تتألف من
الطبائع والعناصر المحسوسة في العالم السفلي ، فيقصرون الحياة والموت على تركبها
وتحلّلها ، فالجامع هو الطبع والمهلك هو الدهر ، ولكن أغلبهم كانوا يقرّون بالخالق
وحدوث الخلق ، وينكرون البعث والإعادة وإرسال الرسل من جانب الله [٣].
ومنهم من كان يعبد الملائكة والجن
ويعتبرونها بنات لله سبحانه ، وصنف منهم كانوا من الصابئة الذين يعبدون الكواكب.
ومنهم من كان ينكر الخالق ، وحدوث الخلق
والبعث وإرسال الرسل ولكن