لا شك في أنّ هذا الكون عالم منظم ،
فجميع الظواهر الكونية فيه تنبع من الأسباب والعلل التي ـ هي بدورها ـ مخلوقة لله تعالى
، ومعلولة له سبحانه.
وحيث إنّ هذه العلل والأسباب لا تملك من
لدن نفسها أي كمال ذاتي ، بل وجدت بمشيئة الله ، وصارت ذات أثر بإرادته سبحانه
لذلك صح أن ينسب الله آثارها وأفعالها إلى نفسه ، كما يصح أن تنسب إلى عللها.
هذا ما أوضحناه في ما سبق أتم إيضاح
وبذلك يظهر أنّ الشفاء تارة ينسب إلى الله سبحانه وأُخرى إلى علله القريبة المؤثرة
بإذنه ، وبذلك يرتفع التعارض الابتدائي بين الآيات ، فبينما يخص القرآن الإشفاء
بالله سبحانه ويقول :