اتّفقت كلمة الموحدين على أنّ الاعتقاد
بالتفويض موجب للشرك ، وأنّ الخضوع النابع من ذاك الاعتقاد يعد عبادة للمخضوع له ،
والتفويض يتصور في أمرين :
١. تفويض الله تدبير العالم إلى خيار
عباده من الملائكة والأنبياء والأولياء ، ويسمّى بالتفويض التكويني.
٢. تفويض الشؤون الإلهية إلى عباده
كالتقنين والتشريع ، والمغفرة والشفاعة ممّا يعد من شؤونه سبحانه ، ويسمّى
بالتفويض التشريعي.
أمّا القسم الأوّل
فلا شك أنّه موجب للشرك ، فلو اعتقد أحد
بأنّ الله فوض أُمور العالم وتدبيرها من الخلق والرزق والإماتة ونزول الثلج والمطر
وغيرها من حوادث العالم إلى ملائكته أو صالحي عباده ، فقد جعلهم أنداداً له سبحانه
، إذ لا يعني من التفويض ، إلاّ كونهم مستقلين في أفعالهم ، منقطعين عنه سبحانه
فيما يفعلون وما