الأمثال » التي تقول
: « حكم الأمثال فيما يجوز [ عليها ] وما لا يجوز واحد ».
فإذا كان هلاك أفراد الانسان ( ما عدا
المسيح ) ممكناً كان هلاك المسيح أيضاً ممكناً كذلك ، لكونه واحداً من البشر ، وفي
هذه الصورة كيف تعتبره النصارى إلهاً ، والإله لا يجوز عليه الموت ؟!
ولتتميم هذا المطلب يختم القرآن الكريم
الآية بجملة (وَللهِ مُلْكُ
السَّمٰوَاتِ والأرض) وفي الحقيقة إنّ هذه الجملة تكون علة
للحكم السابق فمعناه أنّ الله يملك اهلاك عيسى وأُمّه وكل أفراد البشر لأنّهم
جميعاً ملكه ، وفي قبضته ، وتحت قدرته ، فيكون معنى مجموع الآية : انّ الله قادر
على إهلاك عيسى وأُمّه ، لأنّه مالكهم جميعاً وبيده ناصيتهم دون استثناء ، والقدرة
على إهلاكه وإهلاك أُمّه ، أدل دليل على كونه مخلوقاً له سبحانه.
البرهان الثاني : المسيح والآثار البشرية
خلاصته : أنّ المسيح وأُمّه شأنهم شأن
بقية الأنبياء ، يأكلون الطعام ، كأي بشر آخر ، إذ يقول :
وعلى هذا فليس بين المسيح وأُمّه وبين
غيره من الأنبياء والرسل أي فرق ، وتفاوت ، فهم يأكلون عندما يجوعون ويتناولون
الطعام كلما أحسّوا بالحاجة إلى الطعام ، وشأن عيسى وأُمّه شأنهم ، ولا ريب أنّ «
الحاجة » دليل الإمكان والإله