اسم الکتاب : مجاز القرآن خصائصه الفنيّة وبلاغته العربيّة المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 45
البلاغية في القرآن
، والتأكيد على المجاز فنا بيانيا ، وبذلك فهو مشارك مشاركة جيدة في هذا المضمار
دون ابتكار أو تزيد فيما يبدوا لي.
٤ ـ مجاز القرآن في دراسات المحدثين
كان لتعيين استاذنا العلامة الشيخ أمين
الخولي رحمهالله[١]
أستاذا للدراسات القرآنية والبلاغية والنقدية في كلية الآداب في الجامعة المصرية
في أواخر الربع الأول من القرن العشرين ، كان له أثره الجليل في قلب المفاهيم
التدرسية ، ونقد المناهج العلمية ، وتجديد الأساليب التفسيرية والبلاغية. كان ذلك
إيذانا بحياة قرآنية في الجامعة لا عهد لها بها ، وكان صاحبنا ذا منهج محدد يتحدث
هو عنه : « فدخلت ميدان التجديد الأول ، على خبرة به ، ورأي ثابت عنه ، وخطة بينة
فيه ، أدرت عليها عملي في درس البلاغة. وسواها ... طفقت أتعرف معالم الدراسة
الفنية الحديثة بعامة ، والأدبي منها بخاصة ، وأرجع الى كل ما يجدي في ذلك ، من
عمل الغربيين وكتبهم ، واوازن بينه وبين صنيع اسلافنا ، وأبناء عصرنا في هذا كله
.... وكانت نظرتي الى القديم ـ تلك النظرة غير اليائسة ـ دافعة الى التأمل الناقد
فيه ، والى العناية بتأريخ هذه البلاغة ، أسأله عن خطوات سيرها ، ومتحرجات طريقها
، أستعين بذلك على تبين عقدها ، وتفهم مشكلاتها ، ومعرفة أوجه الحاجة الى الإصلاح
فيها ... وبذلك كانت الطريقة التأريخية ، مع الأستفادة بالحديث : منهج درسي
للبلاغة في الجامعة .. مضيت في هذا الدرس المتأني ، أمس مسائل البلاغة مسا رفيقا
جريئا معاً ، أقابل فيه القديم بالجديد ، فأنقد القديم وأنفي غثه ، وأضم سمينه الى
صالح جديد .. وتلك خطة لا تدوم في دراسة جامعية ، اساسها التجدد ، وحياتها في نماء
متصل ، لذا قاربت أن أفرغ من النظر في القديم ، بعدما ضممت خياره الى الجديد ، فألفت
منها نسقا كاملا ، يرجى أن يكون دستور البلاغة في درسها ». فالخولي أستاذ للبلاغة
قد وضع خطتاً لتطويرها ، ورسم منهجا في تجديد معالمها ، واستنّ طريقا لإغناء درسها.
وكانت الجامعة المصرية أول نشأتها ، قد
وجدت الحاجة في درس