اسم الکتاب : سلامة القرآن من التحريف المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 97
جمع
القرآن في عهد أبي بكر وعمر
تتضارب الأخبار حول جمع القرآن في هذه
المرحلة حتىٰ تكاد أن تكون متكاذبة ، وفيما يلي نورد بعضها لنبيّن مدىٰ تناقضها ومخالفتها للأدلة التي ذكرناها آنفاً :
١ ـ عن زيد بن ثابت ، قال : « أرسل
إليِّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة ، فاذا عمر بن الخطاب عنده ، فقال أبو بكر :
إنّ عمراً أتاني ، فقال : إنّ القتل استمرّ بقُرّاء القرآن ، وإنّي أخشىٰ
أن يستمرّ القتل بالقُرّاء في المواطن
، فيذهب كثيرٌ من القرآن ، وإنّي أرىٰ أن تأمر بجمع القرآن ، فقلت لعمر :
كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
؟ قال عمر : هو والله خير. فلم يزل يراجعني حتّىٰ شرح الله صدري لذلك ،
ورأيت في ذلك الذي رأىٰ عمر. قال زيد : قال أبو بكر : إنّك شابّ عاقل ، لا
نتّهمك ، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فتتبّع القرآن فاجمعه ـ فو الله لو كلّفوني نقل جبلٍ من الجبال ما كان أثقل
عليَّ ممّا أمرني به من جمع القرآن ـ قلت : كيف تفعلان شيئاً لم يفعله
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
؟ قال : هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتّىٰ شرح الله صدري للذي
شرح به صدر أبي بكر وعمر. فتتبّعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور
الرجال ، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري ، لم أجدها مع غيره ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ ... )
حتّىٰ خاتمة براءة ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتّىٰ توفّاه الله ، ثمّ عند عمر حياته ، ثمّ عند حفصة بنت عمر » [١].