اسم الکتاب : سلامة القرآن من التحريف المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 75
أغفلها الصحابة ( رضوان
الله عليهم ) ولدوّنها السلف الصالح في مصاحفهم » [١].
الطائفة
الثانية :
الروايات الدالّة علىٰ الخطأ واللحن والتغيير.
الأولىٰ
: روي عن عثمان أنّه قال : « إنّ في
المصحف لحناً ، وستقيّمه العرب بألسنتها. فقيل له : ألا تغيره ؟ فقال : دعوه ، فإنّه لا يحلّ حراماً ، ولا يحرّم حلالاً » [٢].
حمل ابن أشتة اللحن الوارد في الحديث
علىٰ الخطأ في اختيار ما هو أولىٰ من الأحرف السبعة ، وعلى أشياء خالف
لفظُها رَسْمَها ، وهذا الحمل غير مستقيمٍ ، والأولىٰ منه هو ترك الرواية
وتكذيبها وإنكارها ، كما فعل الداني والرازي والنيسابوري وابن الانباري
والآلوسي والسخاوي والخازن والباقلاني وجماعة آخرين [٣]
، حيثُ صرّحوا أنّ هذه الرواية لا يصحّ بها دليل ولا تقوم بمثلها حجّة ،
لأنّ إسنادها ضعيف ، وفيه اضطراب وانقطاع وتخليط ، ولأنّ المصحف منقولٌ
بالتواتر عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فلا يمكن ثبوت اللحن فيه ، ثمّ إن ما بين الدفّتين هو كلام الله بإجماع
المسلمين ، ولا يجوز أن يكون كلام الله لحناً وغلطاً ، وقد ذهب عامّة
الصحابة وسائر علماء الأُمّة من بعدهم إلىٰ أنّه لفظ صحيح ليس فيه أدنىٰ
خطأ من كاتبٍ ولا من غيره ، واستدلّوا أيضاً علىٰ إنكار هذه
الرواية