اسم الکتاب : سلامة القرآن من التحريف المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 53
أهل
السُنّة ينفون التحريف
إنّ المعروف من مذهب أهل السُنّة هو
تنزيه القرآن الكريم عن الخطأ والنقصان ، وصيانته عن التحريف ، وبذلك
صرّحوا في تفاسيرهم وفي كتب علوم القرآن ، إلّا أنّه رويت في صحاحهم أحاديث
يدلّ ظاهرها علىٰ التحريف ، تمسّك بها الحشوية منهم ، فذهبوا إلىٰ وقوع
التحريف في القران تغييراً أو نقصاناً ، كما أشار إلىٰ ذلك الطبرسي في
مقدمة تفسيره ( مجمع البيان ) [١]
، وقد تقدّم قوله في تصريحات أعلام الإمامية.
ولا شكّ أنّ ما كان ضعيفاً من هذه الأحاديث
فهو خارج عن دائرة البحث ، وأمّا التي صحّت عندهم سنداً ، فهي أخبار آحاد ،
ولا يثبت القرآن بخبر الواحد ، علىٰ أنّ بعضها محمولٌ علىٰ التفسير ، أو
الدعاء
، أو السُنّة ، أو الحديث القدسي ، أو اختلاف القراءة ، وأمّا ما لا يمكن
تأويله علىٰ بعض الوجوه ، فقد حمله بعضهم علىٰ نسخ التلاوة ، أي قالوا
بنسخه لفظاً وبقائه حكماً ، وهذا الحمل باطلٌ ، وهو تكريسٌ للقول بالتحريف ،
وقد نفاه أغلب محققيهم وعلمائهم علىٰ ما سيأتي بيانه في محلّه إن شاء الله
تعالىٰ ، وذهبوا إلىٰ تكذيب وبطلان هذه الأحاديث لاستلزامها للباطل ، إذ
إنّ القول بها يفضي إلىٰ القدح في تواتر القرآن العظيم.
يقول عبد الرحمن الجزيري : « أمّا الأخبار
التي فيها أنّ بعض القران المتواتر ليس منه ، أو أنّ بعضاً منه قد حُذِف ، فالواجب علىٰ كلِّ مسلم