اسم الکتاب : سلامة القرآن من التحريف المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 13
أدلّة نفي التحريف
إنّ مصونية القرآن الكريم من التحريف
بمعنىٰ النقيصة هي من الأُمور البديهية الثابتة علىٰ صفحات الواقع التاريخي
، والتي لا تحتاج إلىٰ مزيد
استدلالٍ وتوضيحٍ وبيان ، حتىٰ إنّ بعض المنصفين من علماء وأساتذة غير
المسلمين صرّحوا بعدم وقوع التحريف في القرآن الكريم ؛ فالاستاذ لوبلو يقول
: « إنّ القرآن هو اليوم الكتاب الربّاني الوحيد الذي ليس فيه أي تغيير
يذكر » [١].
ويقول السير وليام موير : « إنّ المصحف
الذي جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يدٍ ليدٍ حتّىٰ وصل إلينا بدون تحريفٍ
، وقد حُفِظ بعنايةٍ
شديدةٍ بحيث لم يطرأ عليه أي تغييرٍ يُذكَر ، بل نستطيع القول أنّه لم يطرأ
عليه أيّ تغييرٍ علىٰ الاطلاق في النسخ التي لا حصر لها والمتداولة في
البلاد الإسلامية الواسعة » [٢].
وبمثل ذلك صرّح بلاشير أيضاً [٣].
وقد أستدلّ العُلماء المحقّقون
علىٰ عدم وقوع التحريف في القرآن بجملة من الأدلّة الحاسمة ، هي من القوّة
والمتانة بحيث يسقط معها ما دلّ علىٰ التحريف بظاهره عن الاعتبار ، لو كان
معتبراً ، ومهما بلغ في الكثرة ،
[١]
تاريخ القرآن للصغير : ٩٤ عن كتاب : المدخل إلىٰ القرآن لمحمد عبدالله دراز
: ٣٩ ـ ٤٠.