الأصحاب لمؤلّفه بمدح و قدح لكن كون أخباره موافقة لما وصل
إلينا من الأحاديث المعتبرة و حسن الضبط في نقلها ممّا يعطي الوثوق لمؤلّفه و حسن
الظنّ به ... انتهى. و قال بعض أفاضل محققينا في حواشيه على كتاب منهج المقال بعد
الترجمة له بما قدمناه لك من العنوان: له كتاب تفسير القرآن و هو يروى عن الحسين
بن سعيد من مشايخ (والد الصدوق) و روى عنه الصدوق بواسطة و نقل من تفسيره! أحاديث
كثيرة في كتبه و هذا التفسير يتضمّن ما يدلّ على حسن اعتقاده و جودة انتقاده و
وفور علمه و حسن حاله و مضمونه موافق للكتب المعتمدة، و قال مولانا التقي المجلسي
رحمه اللّه: يظهر منه أنّه كان متصوّفا! و يمكن أن يكون صوفيا! و كأنّ مراده
ارتباطه باللّه و فناؤه في اللّه و بقاؤه باللّه، و هذا المعنى موجود في الروايات
الصحيحة و يظهر من كلام بعض الكمّل من الأصحاب كيونس بن عبد الرحمن و غيره ...
انتهى ما أردنا نقله من
كتاب روضات الجنّات.
و قال صاحب رياض العلماء
من أعلام القرن الثاني عشر: الشيخ فرات بن ... من قدماء الأصحاب و رواتهم صاحب
التفسير المشهور.
و قال المحقق الخبير
العلامة الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ في كتابه المنيف الموسوم بالذريعة ما ملخصه:
أكثر فيه (التفسير) من الرواية عن الحسين بن سعيد الذي كان من أصحاب الرضا و
الجواد و الهادي عليهم السلام و عن الفزاريّ المتوفى حدود سنة 300 و عن عبيد بن
كثير المتوفّى سنة 294 و ذكر لكل من هؤلاء و غيرهم مشايخ كثيرة و أسانيد عديدة و
كذلك سائر مشايخه البالغين إلى نيف و مائة كلهم من رواة أحاديثنا بطرقهم المسندة
إلى الأئمة الأطهار عليهم السلام و ليس لأكثرهم ذكر و لا ترجمة في أصولنا الرجالية
و يروي التفسير عن فرات والد الشيخ الصدوق و أمّا الشيخ الصدوق فيروي في كتبه عنه
كثيرا إما بواسطة والده أو الحسن بن محمّد بن سعيد ... و نسخه كثيرة في تبريز و
الكاظمية و النجف الأشرف ... و اعتمد عليه من القدماء بعد الصدوقين الشيخ الحاكم
أبو القاسم الحسكاني فينقل عن هذا التفسير في كتابه (شواهد التنزيل) ... و أبو
القاسم عبد الرحمن بن محمّد الحسني (راوية فرات) ليس له ذكر في الأصول الرجالية
لكنه مذكور في أسانيد كتب الحديث مكرّرا و هو شيخ بعض أجلاء مشايخ الصدوق منهم
أحمد بن الحسن القطان فانه يروي الصدوق في أماليه عنه عن الحسني و منهم حمزة بن
محمّد العلوي الشريف فانه يروى الصدوق عنه في الأمالي أيضا عن الحسني ...
و قال الشيخ الأوردوبادي
في مقدّمته لهذا التفسير و التي طبعت مع الكتاب في الطبعة