responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير فرات الكوفي المؤلف : فرات الكوفي، فرات بن ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 11

و مشايخه يناهزون المائة و أمّا الرواة عنه فلا يتجاوز من تعرفنا عليه العشرة سواء المذكورين في هذا الكتاب أو غيره.

و لو أن هذه الكتب الانفة الذكر لم تذكر فرات في ثنايا الأسانيد لأمكن التشكيك في وجود شخص بهذا الاسم و القول بأن هذا الاسم مستعار.

و نسبته (الكوفيّ) كان من القاطنين بها كما يظهر من طبقة شيوخه و الرواة عنه أما أنه من أي قبيلة و عشيرة و من أي بيت هو و من هم أقرباؤه و أصدقاؤه و هل هو من العرب أو من غيرهم و ما هي اتجاهاته المذهبية و الفكرية فهذه أسئلة لا جواب عليها سوى الأخير.

لكن إذا ما ألقينا نظرة سريعة على هذا الكتاب و احتوائه على 777 حديثا و على ذكر مشايخ للمصنف ربما جاوز المائة و تصفحنا آثاره و رواياته في كتب الصدوق و ابن الشجري و ... لحصلنا على ترجمة واضحة للمؤلّف ربما تغنينا عن كثير من أقوال الأشخاص و أخبار الآحاد. فاذا لاحظنا تلك الظروف و نظرنا إلى الشخصيات و الأجواء و الكتب العلمية المعاصرة للمؤلّف و سبرنا الكتب التي ألفت حول هذا الموضوع (التفسير الروائي) لتجلت لنا شخصية المصنّف و مكانته العلمية و اتجاهاته الفكرية و العقائدية.

فالمصنف كان رجلا فاضلا متمتعا بأرضية فكرية و اجتماعية خصبة مكنته من تأليف هذا الكتاب الشريف فهو أستاذ المحدثين في زمانه كما جاء في تعبير تلميذه أبي القاسم العلوى في اوّل الكتاب.

و ربّما كان من الناحية الفكرية و العقائدية زيديا أو كان متعاطفا معهم و مخالطا إيّاهم و متمايلا إليهم على الأقل كما يبدو واضحا لمن يلاحظ في الكتاب مشايخه و أسانيده و أحاديثه فهو أشبه ما يكون بكتب الزيدية و ليس فيه نص على الأئمة الاثنى عشر و إن كان مكثرا في الرواية عن الصادقين بنصوص تؤكد على إمامتهما و عصمتهما لكن في المقابل يروي عن زيد أحاديث تنفي العصمة عن غير الخمسة من أهل البيت و ربما كان السبب في عدم ذكره في الكتب الرجالية هو أنّه لم يكن إماميا حتّى تهتم الإماميّة به و لم يكن سنيا حتى تهتم السنّة به بل هو من الوسط الزيدي في الكوفة، و الزيدية قد انمحت الكثير من آثارهم و تضاءل دورهم في المجتمع الإسلامي حتّى انحصر في بقعة معينة و نائية من الأرض هي بلاد اليمن و الإماميّة و إن كانت انمحت الكثير من آثارها بسبب الظلم و غيره إلّا أنّها استمرت في مواصلة مسيرتها بكل نجاح و تمكنت من ترسيخ دعائمها و توطيد أركانها و نشر أفكارها و كسب المزيد من التقدّم و التطور الكمي و الكيفي فحفظت بذلك أغلب تراثها.

اسم الکتاب : تفسير فرات الكوفي المؤلف : فرات الكوفي، فرات بن ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست