وأمّا الجمع فالحقّ انّه قد جمع القرآن
في حياته ولم يترك القرآن متشتتاً هنا وهناك.
وأمّا البيان فقد كان يبيّن آيات الذكر
الحكيم بالتدريج ؛ قال أبو عبد الرحمن السلمي : حدّثنا الذين كانوا يقرأون القرآن
كعثمان بن عفان ، و عبد اللّه بن مسعود وغيرهما أنّهما كانوا إذا تعلّموا من النبي
عشر آيات ، لم يتجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا : فتعلمنا
القرآن والعلم والعمل جميعاً ، ولهذا كانوا يبقون مدّة في حفظ السورة. [٣]
لكنَّ جميع ما ورد عن النبي من التفسير
ـ غير ما ورد من أسباب النزول ـ لا يتجاوز المائتين وعشرين حديثاً تقريباً ، وقد
أتعب جلال الدين السيوطي نفسه فجمعها من مطاوي الكتب في آخر كتابه « الإتقان »
فرتّبها على ترتيب السور من الفاتحة إلى الناس. [٤]
ومن المعلوم أنّ هذا المقدار لا يفي
بتفسير القرآن الكريم ولا يمكن لنا التقوّل بأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
تقاعس عن مهمته ، وليس الحل إلاّ أن نقول بأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
أودع علم الكتاب في أحد الثقلين الذين طهرهم اللّه من الرجس تطهيراً ، فقاموا
بتفسير