اسم الکتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 35
يقول سبحانه : ( وَأَحَلَّ
اللّهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا )[١]
وجاء في السنّة مخصصها ، وانّه لا ربا بين الزوج والزوجة والولد والوالد ، فقد رخص
الإسلام الربا هنا.
قال الإمام الصادق عليهالسلام : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : « ليس بين الرجل وولده رباء ، وليس
بين السيد و عبده ربا ». [٢]
وروى زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام : « ليس بين الرجل وولده ، وبينه و بين
عبده ، ولا بين أهله ربا ، إنّما الربا فيما بينك و بين ما لا تملك ». [٣]
ولعلّ قوله سبحانه : ( وَما
آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )[٤]
يوحي إلى هذا المعنى.
غير انّ المهم صحّة الأحاديث الواردة في
تفسير القرآن الكريم ، أمّا ما يرجع إلى السنن وتبيين الحلال والحرام بالتخصيص
والتقييد فقد وردت فيه روايات صحاح وحسان ، إنّما الكلام فيما يرجع إلى المعارف
والعقائد والقصص والتاريخ فالحديث الصحيح في ذلك المورد في كتب أهل السنّة قليل
جداً ، يقول الميموني : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ثلاث كتب ليس لها أُصول :
المغازي ، والملاحم ، والتفسير. قال المحقّقون من أصحابه : مراده انّ الغالب انّها
ليس لها أسانيد صحاح متصلة. [٥]
ومن عجيب الأمر انّه لم يرد عن طرق
الصحابة والتابعين ما يرجع إلى تفسير ما ورد من الآيات حول العقائد والمعارف ،
وكأنّهم اكتفوا بقراءتها والمرور عليها كما عليه جملة من السلفيين.