اسم الکتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 27
وأفضل كتاب أُلّف في هذا الموضوع أي
إرجاع المعاني المتفرعة إلى أُصولها ، كتابان :
أ : « المقاييس » لأحمد بن فارس بن
زكريا ( المتوفّـى عام ٣٩٥ هـ ) و قد طبع في ستة أجزاء.
ب : « أساس البلاغة » لمحمود الزمخشري (
المتوفّى عام ٥٣٨ هـ ). فبالمراجعة إلى ذينك المرجعين يعرف المفسِّر المعنى الأصلي
الذي يجب أن يفسر به الكلمة في القرآن الكريم ما لم تقم القرينة على خلافه ، ولنأت
بمثال :
قال سبحانه في قصة آدم : ( وَعَصى
آدمُ رَبَّهُ فَغَوى )[١] فإنّ كثيراً
من المتعاطين لعلم التفسير يتخذون الكلمتين ذريعة لعدم عصمة آدم بذريعة انّ لفظة «
عصى » عبارة عن المعصية المصطلحة ، و « الغواية » ترادف الضلالة ، لكن الرجوع إلى
أُصول المعاني يعطي انطباعاً غير ذلك ، فلا لفظة « عصى » ترادف العصيان المصطلح
ولا الغواية ترادف الضلالة.
أمّا العصيان فهو بمعنى خلاف الطاعة.
يقول ابن منظور : العصيان خلاف الطاعة ،
والعاصي الفصيل إذا لم يتبع أمه. [٢]
فمن خالف أمر مولاه ، أو نصح الناصح ،
يقال : عصى ، وعلى ذلك فليس كلمة « عصى » إلاّ موضوعة لمطلق المخالفة ، سواء أكانت
معصية كما إذا خالف أمر مولاه ، أو لم تكن كما إذا خالف نصح الناصح.
ولا يمكن أن يستدل بإطلاق اللفظ على أنّ
المورد من قبيل مخالفة أمر المولى.