اسم الکتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 233
توفّاه اللّه سنة
١٣٢٠ هـ. ق.
كان محدّثنا النوري مولَعاً بجمع
الأخبار وتتبّع الآثار ، وله في ذلك مواقف مشهودة ، ومصنّفاته في هذا الشأن
معروفة.
غير أنّ شغفه بذلك ، ربّما حاد به عن
منهج الإتقان في النقل والتحديث ، ممّا أوجب سلبَ الثقة به أحياناً و في بعض ما
يرويه. ولا سيّما عند أهل التحقيق وأرباب النظر من فقهائنا الأعلام والعلماء
العظام.
يقول عنه الإمام الخميني قدسسره : « وهو ـ أي الشيخ النوري ـ شخص صالح
متتبّع ، إلاّ أن اشتياقه بجمع الضعاف والغرائب و العجائب ، وما لا يقبله العقل
السليم والرأي المستقيم ، أكثر من الكلام النافع ... ». [١]
ويقول عنه العلاّمة البلاغي ـ شيخ
العَلَمَين السيد الطباطبائي صاحب تفسير الميزان ، و الإمام الخوئي صاحب كتاب
البيان ـ : « وإنّ صاحب فصل الخطاب من المحدّثين المكثرين المجدّين في التتبّع
للشواذّ ... ». [٢]
وتساهله هذا في جمع شوارد الأخبار ، قد
حطّ من قيمة تتبّعاته الواسعة واضطلاعه بمعرفة أحاديث آل البيت عليهمالسلام والتي كان مشغوفاً بها طيلة حياته
العلميّة.
وقد غرّته ظواهر بعض النقول غير
المعتمدة ، المأثورة عن طرق الفريقين ، مما حسبها تعني تحريفاً في كتاب اللّه
العزيز الحميد. فكان ذلك مما أثار رغبته في جمعها وترصيفها ، غير مكترث بضعف
الأسانيد ، أو نكارة المتون ، على غِرار أهل الحشو في الحديث.
[١] راجع : تعليقته
الكريمة على كفاية الأُصول « أنوار الهداية » ، ج ١ ، ص ٢٤٥.