اسم الکتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 224
والمساوئ ، وبذلك
استحقوا أن يكونوا أُسوة في الحياة وقدوة في العمل ، فيلزم عليهنَّ أن يقتدينَّ
بهم ، ويستضيئنَّ بنورهم.
٢. يعد النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم محوراً لطائفتين مجتمعتين حوله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الأُولى
: أزواجه ونساؤه.
الثانية
: ابنته وبعلها وبنوها.
فالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
هو الرابط الذي تنتهي إليه هاتان الطائفتان ، فإذا نظرنا إلى كلّ طائفة مجرّدة عن
الأُخرى ، فسوف ينقطع السياق.
ولكن لمّا كان المحور هو النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واللّه سبحانه يتحدّث عمّن له صلة
بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فعند ذلك
تتراءى الطائفتان كمجموعة واحدة ، فيعطي لكلّ منها حكمها ، فيتحدّث عن نساء النبيّ
صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله : ( يا
أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزواجِكَ )
، ( يا نِساءَ النَّبِيُّ مَنْ يَأْتِ ) ، ( يا نساءَ النبيّ
لَسْتُنَّ )
الخ.
كما أنّه تعالى يتحدّث عن الطائفة
الأُخرى وهم أهل البيت بقوله : ( إِنّما يُرِيدُ
اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُم الرجسَ ).
فالباعث للجمع بين الطائفتين في ثنايا
آية واحدة ، إنّما هو انتساب الجميع إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وحضورهما حوله ، وليس هناك أيّ مخالفة للسياق.
إكمال
أثبت ما قدّمنا من الأدلّة الناصعة انّ
كتاب اللّه العزيز مصون من التحريف لم تمسّ كرامتَه يدُ التغيير ، كما ظهر ضعف ما
استند إليه القائل به. بقي الكلام فيما ورد في الصحاح والمسانيد من سقوط آيات من
الكتاب وقد تبنّاها عمر بن الخطاب وعائشة ، ففي زعم الأوّل سقطت آيات أربع ، وعلى
زعم الثانية
اسم الکتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 224