اسم الکتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 217
ب : التشابه في أُصولها وذاتياتها ، لا
في ألوانها وصورها.
أمّا الأوّل ، فهو ممّا لا يمكن القول
به ، إذ لم تواجه الأُمّة الإسلامية ، ما واجهت اليهود في حياتهم ، وذلك :
١. انّهم عاندوا أنبياءهم فابتلوا
بالتيه في وادي سيناء ، لمّا أمرهم موسى بدخول الأرض المقدّسة واعتذروا بأنّ فيها
قوماً جبارين ، و انّهم لن يدخلوها حتى يخرجوا منها ، فوافاه الخطاب بأنّها (
مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ
عَلَى الْقَومِ الْفاسِقينَ ).
[١] مع أنّ
المسلمين لم يبتلوا بالتيه.
٢. انّهم عبدوا العجل في غياب موسى ـ
اتّخذوه إلهاً ـ قال سبحانه : ( ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ
الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ ). [٢]
والمسلمون ـ بفضل اللّه سبحانه ـ استمروا على نهج التوحيد ولم يعبدوا وثناً ولا
صنماً.
٣. عاش بنو إسرائيل في عصر عجّ بالحوادث
، أشار إليها القرآن ولم يُر أثر منها في حياة المسلمين ، كلّ ذلك يدلّ على أنّ
ليس المراد التشابه في الصور والخصوصيات.
مثلاً انّ بني إسرائيل ظُلّلوا بالغمام
ونُزّل عليهم المنُّ والسلوى ، ولم يُر ذلك في المسلمين.
وأمّا الثاني ، فهو المراد ـ إذا صحّت
هذه الأخبار ولم نقل انّها أخبار آحاد غير مروية في الكتب المعتبرة ولا يُحتج بخبر
الواحد في باب العقائد ـ و يشهد التاريخ بابتلاء المسلمين بنفس ما ابتليت به
الأُمم السالفة في الجوهر والذات.
ألف. فقد دبّ فيهم دبيبُ الاختلاف بعد
رحيله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتفرّقوا
إلى فرق مختلفة كاختلاف الأُمم السالفة ، ولو انّهم افترقوا إلى إحدى وسبعين أو
اثنين وسبعين